يسأل قارئ، عمرى ٣٢ عاما، ومتزوج منذ عامين، ولم أنجب بعد، وبعد الزواج أحسست ببعض الآلام فى الخصية وذهبت للدكتور، وبعد الفحص تبين أن لدى دوالى فى الخصية من الدرجة الثانية، وبعد ذلك قمت بعمل تحليل للسائل المنوى وكانت النتيجة (قلة وضعف الحيوانات المنوية فى السائل) وأعدت التحليل أكثر من خمس مرات وكانت النتيجة كما هى، أرجوا الإجابة عن حالتى، وما هو الحل؟
يجيب على هذا السؤال دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة قائلا:
إن دوالى الخصية هو اسم يطلق على حالات تمدد واتساع الأوردة الصارفة للدم المؤكسد (الحامل لثانى أكسيد الكربون) من الخصية، مما يؤدى إلى ارتجاع الدم فى اتجاه عكسى ورفعه درجة حرارة الخصية. ويصاب 10% من الرجال بدوالى الخصية، والأغلبية منهم حوالى الثلثين لا يعانون من العقم أو أية مشاكل أخرى.
ولا يعلمون بوجود الدوالى إلا عن طريق الصدفة، أثناء الفحص الطبى، أما الثلث الباقى من الرجال المصابين بدوالى فقد يعانون من العقم أو صغر حجم الخصية أو الألم عند الوقوف لفترات طويلة، وغير معروف علميا حتى الآن لماذا تؤثر الدوالى سلبيا على بعض الرجال، بينما يتمتع البعض الآخر بخصوبة عالية، بالرغم من وجود الدوالى، وتؤثر الدوالى على خصوبة الرجال، وهذا ما تؤكده عدة نظريات لتفسير هذا..
١- ارتجاع الدم المحمل بثانى أكسيد الكربون للخصية مما يؤدى إلى تدمير الخلايا.
٢- ارتجاع الدم المحمل بهرمونات الغدة الكظرية للخصية مما يؤدى إلى ضمور الخصية.
٣- رفع حرارة الخصية، ومن المعروف أن وجود الخصيتين بالكيس يوفر لهم درجة الحرارة المثلى الأقل من حرارة الجسم لصنع الحيوان المنوى.
تأثير الدوالى على الخصوبة..
تؤدى الدوالى إلى نقص عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها وانخفاض قدرتها على تلقيح البويضة، وقد تؤدى الدوالى أيضا إلى صغر حجم الخصية واختلال عملية صنع الحيوانات المنوية.
ويمكن تشخيص الدوالى بالفحص الإكلينيكى، وهو أهم وسائل تشخيص دوالى الخصية، وعلى أساس هذا الفحص تقسم الدوالى إلى صغيرة ومتوسطة وكبيرة وتؤثر كلها تأثيرا سلبيا على خصوبة الرجال.
أما عن الدوالى الخفية، فهذا اسم يطلق على بعض الحالات التى يحسها الطبيب، ولكن يستطيع فقط أن يرصد ارتجاع الدم عن طريق الموجات الصوتية أو الأشعة الملونة على وريد الخصية أو دراسة ارتفاع درجة حرارة الخصية، وحتى الآن لا يوجد إجماع تام حول أهمية الدوالى الخفية ووجوب علاجها جراحيا٠
ولعلاج الدوالى، فإذا كانت الدوالى من الدرجة الأولى أو ليس بها ارتجاع فيستوجب علاجها تحفظيا عن طريق بعض الأدوية ونصائح للمريض بعدم لبس الملابس الضيقة أو الوقوف طويلا مع غسل الخصية بماء بارد صباحا يوميا.
أما إذا كان هناك ارتجاع فى الأوردة فيستحسن علاجها جراحيا عن طريق ربط الأوردة المتمددة، ففى الماضى كان ربط هذه الدوالى عن طريق كيس الخصية، ولكن عاب هذه الوسيلة حدوث ضمور للخصية فى بعض الأحوال، وتشعب الأوردة، مما أدى إلى عدم القدرة على ربطها كلها ورجوع الدوالى.
فالأسلوب الشائع الآن هو ربط الدوالى فى أسفل البطن فى القناة الأربية أو خلف غشاء البريتون أو عن طريق المنظار، وهذه جراحات بسيطة يجرى الآن بدون الحاجة لبيات المريض فى المستشفى، وسبب سهولة هذا الأسلوب أن الأوردة فى هذا المكان تتجمع إلى عدد يتراوح بين 2 إلى 6 أوردة فقط، بعد أن كانت متشعبة فى الكيس أما عن كيفية تصريف الدم من الخصية بعد ربط الدوالى فيكون عن طريق نظامين آخرين للأوردة متصلين بالكيس والخصية.
آخر التطورات فى جراحة الدوالى هو استعمال الميكروسكوب أ وسائل التكبير أو المنظار الجراحى لربط الأوردة، وذلك للتمكن من ربط كل الأوردة حتى الصغيرة جدا منها مع الحفاظ على شريان الخصية الملاصق لها والحفاظ على القنوات الليمفاوية الدقيقة لتفادى تكون قيله مائية حول الخصية فتؤدى الجراحة إلى منع ارتجاع الدم إلى الخصية.
وعدم رجوع الدوالى فى 95 % من الحالات، أما بالنسبة للخصوبة فيحدث تحسن فى تحليل المنى فى 60% إلى 70% من الحالات، وتكون نسبة الحمل من 40% إلى 50% خلال السنة الأولى بعد العملية وتعتبر نسبة مرتفعة مقارنة بالوسائل الأخرى المتبعة فى علاج عقم الرجال.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع